Rainbow Text - http://www.myrainbowtext.com


انا ... وهو... والاسكندرية

4:15 م Edit This 0 Comments »

انا ... وهو... والاسكندرية
اسكندريتي فيض من مشاعري ، نبع من حنان لاناشيد اللقاء والتوحيد مع رشفات السعاده.. نهارى معك جنه وغناء .. حب ووفاء لسماء تستعطف اشعاري وانسامي .. معك انا نفسي عفيه،وتخترق الاشجان وتعلو فوق الاحزان ، وتحولها سطور واشعار علي بساط الشمس ، نهار ساطع في قلبي ، يروى قلمي فلا يجف او يمل ، املئه كل لحظة من يود البحر، ليهدهد روحى وزمانى .ايتها الفاتنه العطرة القابعة فى ضميرى ، وثنايايا تهديني احلي الكلمات فتعانقني الرغبه ويستدرجني الطموح ، لاضع الحياة علي وتر السنين المطمئنه.
اسكندريتي تسري في وجداني اتوضأ من خير ترحبها واصلي في رحاب مساجدها وشعائرها الروحانيه التي توطد السكينه والايمان في القلب .
اسكندريتي منظومه الحب العفي تعلو هامتي وانا في احضان ذكرى جمالك الاخاذ الفواح اللماح بين مرادفات وجوة الحقائق اسبح في صدق شفافيتك ، وانهل منك عذوبه اللحظه شجر وثمر .
ياينابيع الود وورود الحدائق وياشلالات الحب الساحر ، الشوق يعتصرني يا سلطانه الاشواق ، هل تذكرى مثلي عبق المواعيد والوعود والتلميح والتصريح والفارس المغوار الذي قاسمني الحياة ، وهو يحرك الشجي ونوارسه واعاصيرة وشدته وغضبه وصده وجزرة وامواجه ورزازها التي تداعب خدي ، وهواءك الذى يسافر بي الى شمول الاسغراق في رسائل الوحشيه والحلم والامنيات ودوامات المسئوليه و ؟؟؟؟
اسكندريتي ايتها الفاضله يا سفله الوجود وحكمه الازمان والافعال الاقوال .. ياخزانه الاداب والفنون والاشعار والفلسفه ..ياتراكيب النفس العذبه الشجيه .. ايتها الصديقه التي منحتني من عطاياها بسخاء وعنايه ورعايه .. منحتني وسام التميز والتحيز باحضانها وتاريخها مفاتنها وشواطئها وعواطفها السمحاء وجمالها الساحر البراق المسافر في قلوب العاشقين لها مثلي اشكر الاسكندر الاكبر علي اكتشافك .. ابعث لهرساله من الحاضر ايها الجد الجاد القدير الي فتوحاتك العظيمه شكرآ لك علي هديتك .
اسكندريتي امي التي اخبأتني بين احضانها وجناحها ، منحتني العلم والفهم . والصله والموصول . والفعل  والمفعول ، حسن الصفه والموصوف والعطف والمعطوف . الذات والزواد . القريبه والرقيبه . يافتوحات عمرى وصباي .
اسكندريتي يا قصائدي ومساجدي ايتها الشكوى والعتاب والحزن والعذاب . الحياه والموروثات والتخصيص والمدافعات والمقدورات ، اطلب العون منك اعينيني . فانا المصدر وانا السبب فتغاضي عن قراري بالبعاد . واعذريني وسامحيني علي الرحيل وتفضيل النهر عن بحرك ، انها الاقدار وسبحان الله العلي القدير . انه هو النهر العظيم طارح الخيرات ، نهر الاجداد ايزيس وحتشبسوت وماعت ونفرتيتي ونفرتاي وكليوباترا ، انه حواديت الزمان وتاريخ الحضارة ورمز الوجود ، سبحان الله هو النهر الذى وعدني وراودني وغازلني وطاردني كثيرآ منذ طفولتي . ارسل لي العديد من رسائلك المعطرة بباقات الامنيات والخيرات وسحر الساعات ووامضات النجميات تسبح في فضاء شبابى وصبايا تروى عروقي بنشوى الاقتراب والشوق العفي يتراقص في انحائي ويرفرف علي اغصان عمرى . حينما كان ملح البحر يجمدني ويحجمني ويلجمني ويحول حلقي مرارة وسيجن التحليق والامل تحت سقف الواقع والمسئوليه والاشخاص والابعاد المغلقه تلمحني الفقد ويعلو الحلم بعيدآ يطير في المستحيل واللاوعي وانا كل يوم اذهب الي شاطي البحر ابحث عن حلمي ، انتظر الافراح والنجاح واجتهد واعمل واتعب ولكن البحر يسوفني ويغرقني  في  دوامات الغد القادم ، كل يوم له غدآ ، وكل نهار له مساء وانتظار حتي احتواني الانتظار. قابعه انا هنا مع انى لا هناك ولا هنا ، انا ابحث في دائرة الانتظار عن الانا . عني انقذني ايماني يا اسكندريه شتاءك صقيع ارتعد فيه . وبرد لا يلملم روحي ولااحتمل زوابعه ، وبرقه ورعده . يجتاحني الخوف . ويسبقني الي . تتشتت افكارى ورقتي ونعومتي وتقفهر ملامحي . اغوص في نفسي لابحث عن بصيص نور ودفئ . يعاركني  شتاء ويطول روحي وذاتي وقواى وارتعد. ويحارب ابتسامتي . تستضعفه دموعي وهو يحارب ابتسامتي . فيصيبني الافول والحزن الخجول يعانق الخمول . ونسير سويآ مع الشتاء العنيف واصبر . واصبر كما عودتني امي حتي يحزم امتعته وحاله يرحل بامطارة وكثافه اقداره وغوشات افعاله وانفعاله ، اتنفس الربيع البديع الوديع . ولكنني لا اخفي ايجابياته وهو يضع عزلتي وغرفتي وتوحدى ليغزل وحدتي مع مكتبتي وقلمي وثقافتي وتكويني ويسيطر قبولي ورفضي وتمردي وهدوئي وعزلتي وفكرى وشوارع ذاكرتي واشجار خيالاتي وثمار ابداعاتي ووجدان حضورى وغياب اغترابي ، انه الداء والدواء .ولكن احتمالي وقدراتي تتفاوت في القوة فاقبله حينا واغضب منه احيانا ، فعفوا شتائى فلا اتجني لا سمح الله واتحدى حاشا لله بل انا بشر ولست ملاكا فاقبلني علي حالتي وعيبي وفلسفتي ولاتعاقبني علي صراحتي فانا لااقبل الناصفه . والبين بين . وضوحي هو سر تميزى ، ولهذا لا اقبل الاقنعه وكم صدمتني الحياه . واقنعت البشر حتي تعلمت التميز ولكن هناك شخوص يحبيكون صناعه القناع وساظل احاول ان اتعلم حتي تمنحني الحياه الخبره والوعي ومثاليه المعرفه وقوة الادراك بجميع الحواس . ايها الشتاء القوى اتذكر معى مكتبه ابي التي بهرتني وشاركتني وقاسمتني الطفوله والصبا والصيرورة وصاحبتني علي ابي ورودت ووتضدت علاقتنا سويا ، والتقينا في نقطه الفكر والثقافه والحديث . فتحت لي طاقه من نور الله في قلب وعقل ابي والتقينا بعد ما كان حزنه شديد لانجابه ذكرا يحمل اسمه ويقاسمه الحياه والمسئوليه ويخفف ما علي عاتقه من هم البنات ، التقينا انا وابي علي مائده الحكي فتح لي قلبه وازاح الستار عن حزنه المكبوت وراء ابتسامته وحكمته وقراءاته وثقافته المتعدده .
 ابي  (( سي السيد )) سمح لي ان امسك اطراف الحديث واعرض وجهه نظري في كتاب او مقال انبهر بشجاعتي في الاقدام واقتحام مشاركته لحظاته وكانت البدايه.

(السعيد السالم )ـ

4:14 م Edit This 0 Comments »

(السعيد السالم )
ترى من يكون صاحب الحظ السعيد ؟
إنه الفيلسوف الحكيم السعيد السالم تفيض عيناه بالذكاء و الطيبة و الغموض والصمود و الدهشة . هو قافلة تجوب الفكر و تناجي الخواطر في الشروق والغروب باحثة عن الحلم يحلم بالهجرة و يخاف الوداع و يأمل في الاستقرار والعزف على طبول الصمت . نهره فيض من مشاعر و معارف و حنان و أفكاره يصنع بها تاريخ الثابت و المتغير و المحير . 
هو الأستاذ السعيد السالم يعلم سر النشوة بقلمه .
 له صولات و جولات يسافر بها في بواطن القواميس و الكلمات على مائدة القصة والرواية . و يلمح ذاته و يتوحد مع السعادة المتوهجة من عالمه الساحر وخيالاته السابحة في موجه مخضبة بألوان الربيع و الصبا . ترقص الكلمات على صفحته كالفراشة تعانق وجه القمر بفلسفة الكتابة . ضحكاته كالنحل بين الزهور تنسى معه الدهور و كل ما يدور حولك إلا حديثه الشجي الساحر الساخر يرفرف على مجلس اللقاء فيمنحه عطر الحدائق . و هو غاية في البساطة و التواضع و في الوقت نفسه غاية في التعقيد عالم الكتابة بالنسبة له دفئ شموس و طقوس . الكتابة صديقته اللدود التي يحسن إليها بآلاف الأفكار و الحوارات و السرد لأنها زلزال  الذات وعواصف النفس و شلالات الحقائق و الصدق الأوحد . هو السؤال وهي الإجابة والاطمئنان . المناخ و القرار و الأزمة . الكتابة لديه هي السجادة المفروشة والمنقوشة بكلمات و عهود الثراء لإمبراطوريته الإنسانية وإستراتيجيته الإبداعية . هي الروعة و الصومعة و الاستقلالية الجزئية و الكلية لحياة البصيرة السابحة بالحقيقة لبواخر الاختلاف . هي الاعتكاف و طزاجة الروح في الرحلة الشاسعة الفارعة لعالم يتمنى أن يحياه سعيدنا السالم أو عاش و مارس بعض منها ودواخلها لأنها مأواه و سلوته و زجاج شبابيك لأبواب العمر و منازل ألأمان والستر . و هي المعمل الكيمائي بأدوات و فيزياء و كيمياء و مواد هو يعلمها ويمزجها و يحللها و يتحمل نتائجها و يجتهد معها و يتفرغ و يعتزل الآخر والحول ليخترع مادته و برجه البنائي الشاهق و بمعمارية تركيباته و رسمه و التنفيذ وخواص مواد بناء و محاور تشكيليه و أسقف أفكار معلقة بأفعال و التزام و حديد و احتمال مدعمة بأعمدة صلبة . وامتزاج ألوان تشطيبية لطوابق الحياة و حجرات التآلف و المرونة لتسكنها الكتابة بعالمها الساحر الزاهي الذي ينساب من بين أنامله و عوالمه و جدرانه بثقة وحضور أخاذ و فعل مستمر لديناميكية العمل ليترجمه من مأزق إلى قصص وروايات يهاجر بها من وحشة الواقع لأنها الجدوى و الأمل و المعنى يصنع بها تاريخه و يناضل و يجاهد ليتفرد و يتميز و يستشعر الأنا .
إنه الأستاذ السعيد السالم الذي تنبأ له والده و هو على فراش الموت بالسعادة . غير أن فكرة السعادة ظلت هي الفكرة الملحة في معظم أعماله حتى توصل إلى ما توصل إليه الصوفي القائل (( ماذا يصنع بي أعدائي و جنتي و بستاني في صدري . إن حبسوني فحبسي خلوة . وإن أخرجوني فخروجي سياحة إن قتلوني فقتلي شهادة )) أي أن السعادة شعور ينبع من داخل الإنسان و ليس من خارجه .
نشأ السعيد السالم يتيما . إذ فقد والده و هو لم يتجاوز العامين من عمره . و دارت في ذهنه تساؤلات عديدة عن الحياة و الموت و الحب و الجريمة و الجنس والسعادة و الرزق . و لم يجد من يجيبه عما يدور في ذهنه . فلجأ تلقائيا إلى القراءة منذ الصبا . حتى إجابات شافية عن تساؤلاته الملحة . لتأتي بعد ذلك مرحلة الإبداع و التميز . لتفوز مجموعته القصصية الثالثة ( الموظفون ) الصادرة في مطبوعات إتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 1991 بجائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام1994 كما فازت روايته ( الأزمنة ) في مسابقة إحسان عبد القدوس 1990. وكان من حظ السعيد السالم أن يكون منزله مطلا على البحر مباشرة . لذا أنطبع بطباع أهل السواحل و أهمها إجادة السباحة . حيث حصل على بطولة المنطقة الشمالية تحت 14 سنة و بطولة المدارس تحت 16 سنة و عاشر الصيادين و صناع المراكب . و علمه أتساع البحر سعة الصدر و حب المرح ومعاشرة الأجانب و الرغبة الشديدة في رؤية بلادهم و قد تحقق له السفر إلى عدد من البلاد الأوروبية و أمريكا . كما سافر إلى الأردن و سوريا و العراق .
ولد السعيد السالم في 23 فبراير 1943 و حصل على بكالوريوس الهندسة 1964 ثم ماجستير الهندسة الكيمائية في جامعة الإسكندرية عام 1968 . و عن أثر هذه الدراسة في إبداعاته ( يقول ) حصلت على الماجستير ثم سرقني الأدب فلم أكمل الدكتوراه و لست نادما على ذلك فإن كانت الكيمياء تفاعل و تراكيب و تكثيف وتحليل , فالرواية كذلك تماما . تفاعل أحداث و شخصيات و تركيب سيكولوجي وخلقي و عاطفي للشخصية و تحليل لسلوكياتها حتى تبرز فنيا و تكثف في الجملة والعبارة . بحيث يصعب احتضارها أكثر مما هي مكتوبة بكل ما تحمله من دلالات وإيحاءات ..
و للسعيد السالم كما يحب أن أناديه . العديد من الأعمال ففي مجال الرواية له 14 رواية و 23 عمل (جلامبو) 1976 - ( بوابة مورو ) ( و عمالقة أكتوبر ) 1979 . ( آلهة من طين) 1985 , 1986 ( عاليها و أسفلها ) 1985 , 1995 ( الفلوس ) 1993 , (الكيلو 101 الوجه و القناع ) 1997 , 1999 ( كف مريم 2001 ) .
و في مجال المجموعات القصصية له ( قبلة الملكة 1987 ) ( رجل مختلف 9 مجموعات 1995 ) ( الموظفون 1991 ) ( الجائزة 1994 ) , فضلا عن مسرحيتين (الجبلاية) و ( الدكتور مخالف ) كما ساهم السعيد السالم في الدرامة الإذاعية بالعديد من المسلسلات التي أذيعت بإذاعتي القاهرة و الإسكندرية , و من ذلك - حجر النار – العائد – سباق الوهم – بوابة مرور – زراع الأمل – رحلة الصعود والهبوط – رجال من بحري – الدكتور مخالف – أحلام الناس الطيبين – عيون الليل – و أخيرا مسلسل كوميدي أرت حكايات ( عاليها واطيها ) أنتاج صوت القاهرة
و للسعيد السالم بعض الدراسات النقدية و الرؤية الإبداعية في الشعر أيضا فمع صدور كل ديوان من دواويني العشرة يهتم بأن يتجول بين السطور و يمنحني رأيه الصائب الذي يكون لي بمثابة الاستمرار أو تعديل المسار .
و آخر الدراسات النقدية عن ديواني ( احتواني الانتظار ) الصادر عن اتحاد كتاب مصر عام 2006 مطبوعات الهيئة العامة للكتاب . كتب الأستاذ هذه الرؤية النقدية (( أسوأ ما في الحياة هو الانتظار .... أي انتظار ؟ انتظار الفرح . انتظار الأسى . انتظار المجهول . انتظار المعلوم . الكل يتساوى لكونه انتظار . و لأن أسوأ ما في الحياة هو الذي أحتوى إيمان أحمد يوسف الشاعرة الرقيقة . فلقد جاء ديوانها مترعا بالحزن و الشجن رغم محاولاتها المتكررة من خلال بعض القصائد أن تزرع في قلوبنا نبتة من أمل و أن تبعث في أرواحنا  بصيصا من نور ... العبث الذي هو الدنيا , و القدر الذي هو المكتوب و الغيب الذي هو المجهول , تسفر هذه  الأشياء جميعها عن حيرة وجودية لم يخلق من البشر عبقري حتى هذه اللحظة قادر على فك طلاسمها أو الانفكاك من أسرها . إن الحياة لغز لكونها تفاجئنا دائما بتناقضاتها اللامعقولة . فهي جميلة شهية مغرية ذات عطر أخاذ و لحن ساحر و بشر كالملائكة و هي قبيحة غدارة و خوانة ذات لؤم و لئام و ضغط و صراع و زحام ..  و تستمر الملهاة و المأساة بعمر الإنسان طيلة الزمن الذي يحياه . تقول إيمان أحمد يوسف (( و على أد ما بتدي الأيام / على أد ما بتاخد منك / و على أد ما تحقق أحلام / تاخد معاها شباب سنك / أيامنا قطر و بيعدي / ياخد معاه اللي يحبه / ومهما يجري حايهدى / في محطة  بينه و بين قلبه / أيامنا شجرة بنرويها على أد ما نتعب فيها / ناخد جمالها و أمانيها / أيامنا دي مراجيح مراجيح / تعلى و تطاطي بشوقها / ساعات بتاخدك وسط الريح / و ساعات تتوه ويا نصيبها .. و تشبه الشاعرة المبدعة المتميزة القديرة : إيمان ( الدنيا  :: بعربية حنطور :: هي اللي بتختار سواقها مين راح ييجي عليه الدور / مين هيفارق مين يلحقها / هي الدنيا / هوا تتغير ثانية بثانية / ترمح تسبح ويا الموجة / هي البحر الهادي الرايق / ولا التوهة في وسط مفارق / ماشية في هوجه / هي القسوة اللي بحنيه / وسط النار تبعتلك ميه /اصبر ع الأيام و اتأني  / بكره حييجي بعده يدور / الدنيا حصانها بحنطور .. تشبيه يفسر علاقة الإنسان بالزمن و الحياة بالموت باعتبار كل هذه المسميات من قبيل الصدف العبثية ..
علاقة تقوم أساسها على الانتظار . فالدنيا السخية هي البخيلة  أيضا كما  تقول الشاعرة ( يا دنيا بخيلة / بأقاوم بكل احتمالي سوادك / و أحاول اعافر قساوة ولادك / ... يا مركب وماشية ما بعرفش أعوم / و خايفة إني أغرق ما بين يوم ويوم / غير أن هذه المجاهيل التي تحفل بها الدنيا و ما يكتنفها من كدر و صرا ع وهم زارق و قلق بحاجة إلى جرعة من الإيمان و التفويض إلى خالقها (( أحسن  لك اوعى تجادلها / سبح باسم الله الهادي  / و أهو زى المركب ما حتمشي / حنحول دفتنا لنورها )) و تتدفق مشاعر الحب و الحنان على الابن و الابنة من الأم ( يا ابني . أرشق بقوة كلمتك في صدر الحياة / أوعى تخاف أو تنحني / عمر السواد ديما دني / يا ابني إيمانك قوتك  / صوتك في قلبك حكمتك / و الحق سيف / أمسك دراعه و أحتمي / ثقتك بنفسك غنوتك / أبدأ بقول البسملة / أتوضأ طهر دنيتك / و أنوي الصلاة / تلقي في إيمانك قوتك نور الحياة /
 و تقول الشاعرة المبدعة المتميزة المجتهدة إيمان أحمد يوسف للحبيب الذي جاء متأخرا لكن :: العمر مستعجل :: و صلة همس على أوتار الليل / و الود في زمن الحزن قليل / شوق النفوس بيميل / للهجرة في الموال / و الناس في حال بلا حال / طابع هواها سخيف و عايزة طولة بال / و العمر مستعجل / رافض يصون الحال / غصنه بقى مكدر / و الحزن بقى أكبر / قادر و  متقدر / و على المراد يصبر / حاير و متحير و عمره ما إتغير / ولكن الموجة لفحاتها ما بتصبر / و ساعاتها ما تنور / و المركبة ماشية على السكة بتدور / و تعود إيمان دائما إلى  الإيمان بالله والتسليم له . ( على أد إيماننا بأقدارنا / سبحانه اللي مصبرنا / على بحر الدنيا و أفعاله .. وحين ينتعش الأمل وتقوى الأرادة و تهب ريح التفاؤل العطرة فإنها تثق بنفسها وبالحياة و بالزمن فتعبر بكل ثقة عن كتاباتها (( باحلم بيا قوية / سيدة الموقف / وأمنطق و أفلسف كل الأيام الجاية / قواميسي قمرية و شموسي مني و إليا / باحلم 2003 تمنحني تاج النجومية / عرش الكلمات الشعرية / أصنع عالم متميز متفرد بيا / أبقى كينونه لم تتكرر / كتاباتي , أفكاري , أشعاري , أبدية / لن تنساني البشرية )) هنا أقتحام و تناول و فعل إيجابي رغم أن (( الناس دي بتضايقني .. ماسكات فوق الوشوش وكلام حب في لسانهم / كدب مداري الوحوش / و قلوب ما فيهاش مشاعر / مادية بالتفاعل نووية بالعيوب )) إن اقتحام الحياة بقوة و جسارة بدافع من الأمل و تحت حراسة قوة الإيمان الروحية يجعلها لا تعبأ مطلقا بهذا الجانب السوداوي من اليأس و الحياة و الزمن , حتى أنها تقرر بثبات أنها ستعيد تشكيل الواقع , (( صالحت الفرح و قريت علاماته / شقيت في الريح حكاياته / وخرجت من الصمت و سكنت البوح / و القمر نعسان على رمشي / ملست عليه وسدلت ستار / الزهق الساكن ضهري / مسحت بضل النسمة دموع / غيرت خرايط عمري و صالحت الفرح ))  (( الشدة هتبقى زمان / حاطويها بقوة ذاتي / و أثبت لك أني إيمان )) حينئذ يغني الكون (( و نتعلم نحب أزاي في بعضينا / فيركب قطر أفكاري و يسبقني / يعلق صورته على قلبي / و يتدارى ورا قمري / يحسسني بأني الفرسة و المهرة / و أنه فارس الإلهام / أو أني شجرة / بيرويني مع الأيام )) وقصائد أخرى لها رؤية فلسفية مثل (( ع القهوة – الحقيقة – رهبة -  بوابة النهار – حاحب الشتا – يا جريدة – أحساس في الحجرة - ما هو عصفور – فلسطينية احتواها الانتظار – آه يا أمي - إلى الشهيد محمد الدرة – صوت القدس بيصرخ – الحياة لعبة .
إن هذا الديوان به تكثيف شديد لعلاقة الخوف ألحدثي و الحسي التي تربى عليها الإنسان النقي و الحياة بالزمن و  الناس ..
هذا الإنسان الصافي الذي يتمتع برهافة الحس و صدق المشاعر الملائكية و عشق الحياة و الإيمان بحالها . إنسان كتب عليه  أن يغوص عمره كله في بحر الشجن الذي يدفع أمواجه الانتظار . ( سعيد سالم )
و للسعيد السالم حب في حياته أكرمه الله به و هو حبه لزوجته عندما يتحدث عنها تقول كلماته إنها ملاك في عطائها و حنانها و عقلها الراجح و شخصيتها الجذابة وجمالها و كل هذه الصفات وراء نجاح السعيد السالم فعلا وراء كل عظيم امرأة . في كل لقاء كان دائم الحديث عن زوجته فتمنيت أن أراها بدلا من الحديث والتواصل معها عبر الهاتف فقط و عندما رأيتها وجدتها مثل القول بل أكثر . أدام الله سعادتهما و منحهما ما يتمنياه لأولادهما . و جازاها الله خيرا على احتمال السعيد السالم . الروائي و القاص و المهندس و تركيبة بشرية تشبه السهل الممتنع فالمبدع له  طقوس خاصة و خصوصية ذاتية و عالم هو يحتاج من تستوعبه وتحتويه بقدر من العقلانية و الحب و الفهم و الوعي حتى يتفرغ لصنع النجاح وبلورته بما هو عليه الآن .
و للسعيد السالم مواقف متعددة و إيجابيات إنسانية  لا تنسى عندما قررت أن انتقل للقاهرة بعد حصولي على بكالوريوس الأعلام من جامعة القاهرة ( الجامعة المفتوحة ) و قد قررت ذلك بعد عرض تسوية حالتي بشركة التأمين الأهلية وعرضوا علىّ أن اعمل في أدارت بحوث و دراسات التسويق و الإنتاج لأن كيفيتي العلمية و كفاءتي تناسب هذه الإدارة .
اتصلت بالأستاذ السعيد السالم و سردت له ما حدث و كانت لنا عدة لقاءات لبحث الموقف ووضع رؤية شمولية فوجدته متحمس جدا للانتقالي للقاهرة و أن هذه فرصة ولا بد من ألا أتردد لأته كان يحلم بذلك ولكن بعض الظروف لم تسمح فتمنى أن أحقق حلمه و أتصل هو على الفور بمجموعة أدباء و مبدعين خاضوا هذه التجربة و كانت بمثابة طفرة تقدمية في حياتهم  وتكلمت مع بعضهم و تمكنت من تحديد مكان الإقامة الذي يؤهلني أنا و أولادي وزوجي أن نكون بجانب وسائل مواصلات متعددة سواء ذهبنا للإسكندرية أو لعملي أو لعمل ابني كمحامي  لأن المحاكم في القاهرة على أبعاد غير متصلة عكس الإسكندرية و أيضا عمل أبنتي كمهندسة و دراستها للقران بمعهد القران بالهرم فقد قررت أن أقطن في حي الهرم و فعلا تم كل شئ بفضل الله و الحمد لله ثم فضل سعيد سالم مع بعض أفراد عائلتي الكبيرة بالقاهرة .
و كان السعيد سالم سعيد جدا بتجربتي الجريئة الشجاعة حسب قوله و أنني أقود ثورة شخصية يحتزى بها و أن رجالا لم يستطيع أحد منهم خوض هذا القرار رغم أحلامهم و أمنياتهم المؤجلة سنة بعد سنة حتى فر العمر و لم يستطيعوا أن يسبحوا عكس التيار .
أخد الأستاذ يتصل بي و و يهمني و يدعمني بأنها فرصة العمر . و قال لي :
( أقرعي الأبواب حتى توشك أن تفتح لك )
·      من أدمن قرع الباب يوشك أن يفتح له .
·      إذا أعجبك الكلام فاصمت و إذا أعجبك الصمت فتكلم .
·      من عاش مات و من مات فات و كل ما هو آت آت .
· و عشق المحبة يا مولاى أسكرني         فهل رأيت محبا غير سكران
 ( أ . سعيد سالم  )
و اجتهدي مرارا" و تكرارا" و عندما انتقلت للقاهرة كان الموقف صعب في البداية الصباح و المساء مختلف رائحة البحر واليود التي كنت أملئ بها قلمي و أبداعي و لم أستطيع تعبئتها في زجاجات الروح و القلب .
الأبراج الشاهقة هنا تفتقد عطر النسيم السكندري و صورة الغروب والشروق مختلفة. الشمس لا تقبل البحر و تحتضنه قبل الرحيل لبلاد أخرى لم تلمس شفاه الموج وموسيقاه الساحرة لا تعزف ألحان ولا ألوان سيمفونية التلاقي  والغروب. النوارس هنا أنتظرها دائما حتى مللت الانتظار كل الأجواء غير أسكندريتي بأمومتها و دفقاتها العذبة لا أنكر جمال النيل العظيم الذي وعدني فأصدرت ديوان على أسمه عام 2002 ( النيل وعدني ) لأنني والنيل بيننا صداقة قديمة وأحلام  و اعشق تاريخه و تاريخ أجدادي الفراعنة و المرأة الفرعونية التي بهرتني كما بهرت العالم بطقوسها وقوتها وعلمهــا وحنانهــا وروعتهـــا في صنع التـاريخ ( حتشبسوت . ماعت . نفرتيتي . إيزيس . نفرتا ري ) وغيرهن عندما صرحت بهذه الكلمات للسعيد  السالم ضحك و ضحك و قال لي أكبري و كبري دماغك وإحساسك  و أصنعي مستقبل أفضل كلنا سنفارق الدنيا و هذا الإحساس الرقيق لفراق الإسكندرية هو حالة سرعان ما ستتلاشى مع المشاغل و النجاح والأبداع و المسؤوليات التي على عاتقك وعموما كل ما يوحشك البحر أكتبي له أو زروني  كل شهر مرة حاولي يا إيمان أن تنتهزي الفرصة لتضيفي إلى تاريخك كشاعرة و مبدعة و كان لي في البداية حلم وأيضا منذ سنوات و تمنيت تحقيقه وهو الدراسة الإسلامية في المعهد العالي للدراسات الإسلامية و الحمد لله و أنا في السنة الثانية عندما أخبرت السعيد السالم بذلك فرح جدا و قال لي برافو عليكي والله عظيمة و بداية صالحة و هذه الدراسة سوف تفيدك في المجموعة القصصية للأطفال لتكمليها بصورة مختلفة و فكر تربوي منهجي و أوصاني أن لا أنسى الشعر لأن لي جمهور عرفني من خلال إيمان يوسف الشاعرة فقلت له يا أستاذ لقد هجرني الشعر و انا حزينة لذلك و لكني أحاول أن أستعطفه باسم العشرة دواوين السابقة و باسم عشقي له و لعطائه لي هو الحبيب الذي توجني ملكة القصيدة ومنحني شمول الاستغراق في السعادة.
و  لقد كتبت له مقال بعنوان :: ( أرجوك لا تهجرني ) و نشر في المجلة الشهرية (النقابي العربي ) التي تصدرها النقابة العامة للبنوك و شركات التأمين و أيضا مقالات سرد ذاتي في عشق الإسكندرية و أساتذتي و عائلتي و أصدقائي و أستاذي  محمد مكيوي و خالي الموسيقار المؤرخ خليل المصري و  سعيد المصري و خالي الشاعر حسن أنيس و إلى صديقي البحر و مكتبة الإسكندرية العريقة الرائعة وقصور الثقافة و معاقل الفكر و الأدب و العلم و الأمسيات و الندوات و صارحت الأستاذ السعيد السالم بأن رغم تواجدي في القاهرة من 20 شهرا فإن روحي في الإسكندرية و قلبي في القاهرة أنا أفكر جديا في العودة مرة أخرى إلى أسكندريتي واطوي صفحات عملي و طموحي في القاهرة و قال لي الأستاذ لا تتعجلي و فكري جيدا و استشيري و أستفتي قلبك . و بعد أن فعلت ذلك و صليت صلاة الاستخارة قبل البدء في تنفيذ القرارات المصيرية كعادتي ذهبت إلى الإسكندرية و كان لي لقاء مع الأستاذ في مكتبة الإسكندرية و أخذنا نقلب صفحات العمر و حال المبدعين وأدباء الأقاليم و هذا الظلم الواقع عليهم و التجاهل من دوائر وسائل الإعلام المرئية و المسموعة و جوائز الدولة التقديرية و التشجيعية و .. و .. و ..  و حتى أنا من المظلومين من أدباء الأقاليم و لم يصدر لي ديوان من الهيئة العامة لقصور الثقافة فالديوان الأول 1994 سلسلة إشراقات أدبية الهيئة العامة للكتاب و الديوان العاشر 2006 إصدار إتحاد كتاب مصر مع الهيئة المصرية العامة للكتاب و رغم أني من رواد قصر ثقافة الحرية من 25 عام و الذي هو ألان مركز الإبداع .
و لكن الحق يقال لقد تم لي إصدار مسرحية إيزيس بعد تبسيطها للأطفال من سن 12 الي 16 عام و هي عن مسرحية إيزيس و أوزوريس للكاتب الكبير توفيق الحكيم و تم تبسيط العديد من أعماله للأطفال بمناسبة مرور 100 عام علي ميلاده و نشرت بسلسلة ( عين صقر )عام 1998 – الهيئة العامة لقصور الثقافة و عن مديرية الثقافة باﻹسكندرية تم إصدار ديوان عرايس الشعر مشترك عام 1992 و أيضا حصلت علي شهادات تقدير و جوائز من هيئة قصور الثقافة عام 1991 , 1992 في الشعر و عام 1993 مؤتمر النبع الخالد بيرم التونسي قطاع إقليم غرب ووسط الدلتا و شاركت في العديد من المؤتمرات (مؤتمر أدباء الأقاليم 1996 بالسويس , بدمنهور 2001 , المؤتمر الدبي الأول للغربية بطنطا 2001 , دمياط 2000 , المؤتمر الثاني لأدباء القاهرة عام 2000 في الرواية و القصة و أيضا تم إنتخابي عضو مجلس إدارة نادي الأدب بقصر ثقافة الأنفوشي 2007 باﻹسكندرية . و أما الدواوين العشرة بالعامية المصرية ما بين الأول و العاشر لم يسعدني الحظ بإصدار واحد منهم في الهيئة العامة لقصور الثقافة لقد تقدمت بالديوان الثاني للهيئة و بعد انتظار سنتين سألت عنه أجابني المسؤلين أنه فقد بالمطابع و قدمت نسخة غيره بعد 3 سنوات أخبروني برقم العدد الصادر و فوجئت أن شاعرة غيري سبقتني و تم شطب إسمي و رقمي . و أما الديوان الخامس سلمته في الهيئة بالقاهرة لأحد الأساتذة المسؤلين الكبار وعرضت علي سيادته مشكلتي السابقة ووعدني أنه سينظر في أمري و حتي الآن لم يصدر الديوان هكذا نحن أدباء مصر في الأقاليم الجهد و السعي كبير و اﻹنتاج عالي الجودة بشهادة النقاد و الأساتذة و لكن و الله أعلم أين العدل . عفوا" اذا كنت قد تكلمت عن نفسي كثيرا" و لكن اﻹحساس بالظلم هو الذي يكتبني و يعلن عني و عنهم و يدعوني لسرد المشكلة لخروجها من بوتقة الخاص للعام .
و أما عن الظلم أيضا" فحتى أنت يا أستاذ سعيد و بعد 16 عام من حصولك على جائزة الدولة التشجيعية لم تحصل على التقديرية رغم استمرارك حتى الان في إصدار العديد من الإبداعات و آخرها رواية المقلب إصدارات المجلس الأعلى للثقافة 2010 و غيرك هنا في الإسكندرية و أقاليم مصر الكثير مثلي و مثلك بين إطار الانتظار وذكرت الأستاذ  أيضا بقراءة نقدية تأملية له في روايته (الواجهة) تأليف الدكتور يوسف عز الدين عيسى التي نشرت في مجلة الكلمة المعاصرة العدد الخامس في يوليو 1998 صفحة 40 و في أخر الدراسة كتب سعيدنا السالم ( و بانتهاء قراءة هذا العمل يحق لنا أن نقول بلا تحفظ – أنه يحمل في مضمونه الخطير و شكله الشديد الخصوصية كل مقومات الأعمال الروائية الجديرة بصفة العالمية , و أننا لنأمل من المسؤلين عن الثقافة بمصر أن يسارعوا بترجمة هذا العمل العظيم ليطلع العالم على روايته و هي من أحدث و أعظم الروايات المصرية المعاصرة ) ( سعيد سالم )
و رغم العديد من النداءات و الرجاء لم يتحقق هذا للدكتور يوسف عز الدين ولا لأدباء و شعراء الأقاليم الذين مازالوا في الظل للاهتمام بنا جميعا أدباء مصر في الأقاليم هذه قضية هامة تكلم عنها و ناقشها الكثير و لم تحظى بالحلول . التي ترضينا . عسى أن يكون القادم لنا خيرا و المستقبل نوراني الخطوات والاتجاهات بالنصر و الفتح المبين إن شاء الله .
                                (إيمان أحمد يوسف محمد )
( المصادر ):ـ
1.مجلة الكلمة المعاصرة ( الهيئة العامة لقصور الثقافة ) إقليم غرب و وسط الدلتا الثقافي العدد الخامس يوليو 1998
2.مبدعون في الأقاليم ( طارق الطاهر ) مهرجان القراءة للجميع و مكتبة الأسرة 2002 ( الهيئة العامة للكتاب )